عبرة وموعظة للطاعنين في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين
كنت في مكتبي في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة – وأنا يومئذ مدير إدارة مواجهة التنصير والمذاهب الهدامة ، فجاءني الشيخ عبد الحكيم حمادة المصري ـ وكان مسؤولاً على تحفيظ القرآن الكريم في رابطة العالم الإسلامي – وقد عرف عني أني كتبت في الدفاع عن أبي هريرة الصحابي الجليل رضي الله عنه في رسالة الماجستير، وكان ذلك في حدود سنة (١٣٩٦هـ) أو (۱۳۹۷)، فأخبرني الشيخ عبد الحكيم بقصة عجيبة وقعت له، وهي أنه لما كان في مصر (في أواخر حياة محمود أبي رية) وقد بلغه عنه طعنه في السنة عموماً وفي أبي هريرة رضي الله عنه خصوصاً، أحب أن يطلع على هذا الرجل(1)، فذهب إليه في بيته لكن منعه أولاده من الدخول عليه معتذرين بمرضه وعدم رغبته في استقبال أحد، إلا أن الشيخ عبد الحكيم أصر على رؤيته فأدخلوه – على مضض – الغرفة التي فيها والدهم أبو رية، فلما دخل عليه رأى منظراً رهيباً، ومشهداً مفزعاً، رأى وجه أبي رية أسود مثل الفحم، وعينيه شاخصتين، وآثار الهلع والفزع عليه ظاهرة، وهو ويصيح بصوت مرتفع: ها ها ها أبو هريرة.
يقول الشيخ عبد الحكيم: وهو يحدق النظر إلى جدار الغرفة المقابل له وكأنه -والله أعلم- تمثَّل له أبو هريرة على ذلك الجدار وهو عليه حنق متغيظ.
قال الشيخ: فلما رأيت ذلك المنظر الفضيع خرجت مسرعاً ولا أستطع أن أمكث عنده أكثر من بعض ثواني، وقلت في نفسي: هذا مصير من طعن في سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه الكرام في هذه الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى وأكبر لو كانوا يعلمون.
هذا وقد طلب مني الشيخ عبد الحكيم رحمه الله أن أكتب هذه القصة، وأخبر بها عنه. فسمعها مني الأخ الفاضل( أبو عبيد الله كمال) وأجزت له أن يرويها عني. وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً لاتباع السنة وتعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أبي هريرة وكل الصحب الكرام رضوان الله عنهم أجمعين.
وصل الله وسلم على نبينا محمد.
المجيز: أ. د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي
(1) لعله لأجل مناقشته في بعض القضايا التي أثارها في كتابه “أضواء على السنة المحمدية” و “شيخ المضيرة (أبو هريرة)” والمراد بالمضيرة: أكلة كانت معروفة في الشام تطبخ من اللحم باللبن، وقصده بهذا العنوان الانتقاص والازدراء بهذا الصحابي الجليل راوية الإسلام – عامله الله بما يستحق.