إنا لله وإنا إليه رجعون
توفي يوم الاثنين بتاريخ 9 ذي القعدة 1444 الشيخ، العلامة حافظ عبدالسلام البهتوي في مدينة لاهور، باكستان بسبب نوبة قلبية، عن عمر قارب الثمانين.
وكان من بقايا أصحاب المحدث الغوندلوي رحمه الله، ويعد من أكابر أهل الحديث في باكستان.

مولده:

ولد في 29 رمضان المبارك 1365ھ الموافق 27 أغسطس 1946م في قرية “بھٹہ محبت” التابعة لمحافظة “اوکاره”. واشتهر بلقب “البهتوي” نسبة إلى هذه القرية العامرة بالعلماء والواعظين، وكان والده حافظ محمد أبو القاسم البھتوي أيضًا من العلماء المشهورين. [وقد ألف بعض أبناء هذه القرية كتابا في تراجم علمائها، وهو مطبوع باللغة الأردية]

طلبه للعلم:

بدأ بطلب العلم على يدى أبيه، وبعد إكمال الثانوية التحق بالجامعة المحمدية (اوكاره) ثم الجامعة السلفية (فيصل آباد)، وحصل على الشهادة في الطب الشعبي وغيره. ثم وفقه الله لحفظ القرآن الكريم بعد الانتهاء من “الدرس النظامي”.

من شيوخه:

أبوه الحافظ محمد البهتوي رحمه الله

الحافظ محمد الغوندلوي رحمه الله

العلامة محمد إسماعيل السلفي رحمه الله

العلامة عبده الفلاح رحمه الله

الشيخ صادق خليل رحمه الله

الشيخ عبد الجبار الكهنديلوي

تدريسه:

بدأ تدريسه في الجامعة المحمدية بجوجرانوالا وظل مرتبطًا بها لمدة 26 عامًا من عام 1966م حتى عام 1992م. ثم انتقل إلى “مدينة مريدكى” قرب مدينة لاهور، وأسس هناك جامعة الدعوة الإسلامية و شغل منصب “مدير هذه الجامعة” إلى آخر حياته، وقد تتلمذ عليه عدد كبير من الطلاب من أنحاء باكستان منهم علماء كبار مشهورون.

ومن تآليفه:

ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الأردية

“تفسير القرآن” في أربع مجلدات

شرح كتاب الجامع من بلوغ المرام

شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام

لماذا نجاهد؟

فتنة تكفير المسلمين

تقاليد الهندوس بين المسلمين

وكلها باللغة الأردية.

وكان يشرح صحيح البخاري وكاد أن يكمله ولكن عاجلته المنية.

رحمه الله رحمة واسعة.

مذهبه:

كان على منهج أهل الحديث في العقيدة والفقه والسلوك، وكان شديدا على أهل البدع، يتبع الدليل ويدور معه حيث دار، إلا أنه لوحظ عليه التمسك بالظواهر أحيانا، و شيء من التحامل على المذاهب الفقهية السائدة، وكان معجبا شديدا بأبي محمد ابن حزم وبكتابه “المحلى” رحم الله الجميع.

أولاده:

وله بنت وأربعة أبناء، منهم الشيخ عمر البهتوي، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ومدرس بجامعة الدعوة الإسلامية. حفظه الله وتولاه وجعله خير خلف لأبيه، وألهمهم جميعا الصبر والسلوان.

الصلاة عليه:

صُلِّي عليه في جامعة الدعوة الإسلامية (مريدكي) يوم الثلاثاء 30 مايو ساعة 9 صباحا، وكانت الجنازة مشهودة، حضرها خلق كثير من مختلف المناطق من إقليم بنجاب منهم علماء كبار، وأساتذة المدارس، ورؤساء الجامعات وقادة الجمعيات.

مصادر ترجمته والدراسات عنه:

ترجم له غير واحد باللغة الأردية منهم المؤرخ إسحاق البهتي رحمه الله في “خدام القرآن” وغيره من كتبه، وأيضا له ترجمة وافية في كتاب”علماء قرية بهته محبت”، وکتبت عن ترجمته للقرآن وتفسيره بحوث و رسائل في حياته، واشتهر أمره وذاع صيته لما قدم من خدمة جليلة لكتاب الله تعالى. جعلها الله في ميزان حسناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.