بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
1* ليس بالضرورة أن يكون لك رأي في كل نازلة ، أو مسألة ، أو مشكلة .
2* وإذا كان لك رأي في شيء من ذلك فليس بالضرورة أن تبديه ، وإذا أردت إبداءه فليس بالضرورة أن تبديه لكل أحد أو في كل مناسبة .
3* وإذا أبديته فليس بالضرورة أن تتشنج في إبدائه، أو تتعصب له، أو تظن أنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
4* وإذا خالفك الرأي أحد من الناس فليس بالضرورة أن يكون ذلك المخالف عدواً ، أو متربصاً ، أو حاسداً.
5* وليس بالضرورة إذا انتقدت أحداً من الناس أن تسعى إلى تجريحه ، وإسقاطه ، والإساءة إليه ، وتجريده من كل حسنة .
6* وليس بالضرورة إذا اختلفت مع أحد أن تعاديه ، وتدعو إلى عداوته ، وتشهر به قدر ما تستطيع .
7* وليس بالضرورة إذا كان بينك وبين أحد من الناس خصومة أن تنقل هذه الخصومة إلى كل من يتصل به أمرك حاملاً شعار: ( معي أو ضدي ). بل يكفي أن تنحصر الخصومة بين أصحابها قدر المستطاع .
8* وليس بالضرورة إذا كتبت مقالة أو قصيدة أن تطول كلماتها ، أو صفحاتها ، أو أبياتها ، بل يكفي في ذلك وصول الفكرة ، فإذا وصلت بأقل كلفة وأقصر عبارة فذاك .
9* وليس بالضرورة إذا تكلمت ، أو داخلت ، أو أبديت وجهة نظر أن تزيد بالكلام ، فتثقل على السامعين أو الحاضرين دون مسوغ لذلك طالما أن الغاية من الكلام تحققت ، ولأن يقال : ( ليته واصلَ خيرٌ من أن يقال : ليته سكت ).
ولو أخذ هذا الشعار حظه من نفوس كثيرين لسلمنا من تخمة التكرار والإثقال ، وصداع الإطالة ، والإملال .
10* وليس بالضرورة أن تكون المتصدر في كل مجلس ، ولو بلغت ما بلغت من العلم والثقافة ، فليس كل جو جوك ، ولا كل يوم يومك .
11* وليس بالضرورة إذا قصرت في يوم ما ، أو قصرت في حق أحد ممن لهم حق عليك أن تجعل ذلك التقصير ذريعة لاستمراء التقصير ، وترك الإحسان .
12* وليس بالضرورة إذا كرهت أحداً أن تخبره بذلك بحجة أنك صريح ، بل الحكمة تقتضي أن تحتفظ بذلك لنفسك ، ف{ عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً }.
محمد بن إبراهيم الحمد
– جامعة القصيم –