بنو تميم من أشرف الناس نسبا، وأكثرهم فضلا، وأشدهم على الدجال

إن قبيلة بني تميم من أكبر قبائل العرب، ومن فضائلهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نسبهم إلى قومه، وذلك لاجتماع نسبهم بنسبه الشريف في إلياس بن مضر.
روى الإمامان البخاري ومسلم – رحمهما الله – عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعته يقول :”هم أشد أمتي على الدجال” قال: وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”هذه صدقات قومنا” وكانت سبية منهم عند عائشة رضي الله عنها فقال:”أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل”
[ البخاري 2543، 4366، واللفظ له، ومسلم 2525 ]
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني تميم، لا أزال أحبهم بعده، وساق الحديث بهذا المعنى، غير أنه قال:”هم أشد الناس قتالا في الملاحم” ولم يذكر الدجال.
[مسلم، فضائل الصحابة رضي الله عنهم، 2525 ]
وفي الحديث يخبر الصحابي الجليل أبوهريرة رضي الله عنه، أنه أحب بني تميم، منذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهم بثلاث خصال، وهي:
الأولى: أنهم أشد الناس من أمته صلى الله عليه وسلم بأسا على المسيح الدجال عند ظهوره.
الثانية: أنه صلى الله عليه وسلم قال عندما وصلته زكاتهم وصدقاتهم:”هذه صدقات قومنا” فنسبهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه.
الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم نسبهم إلى نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، حيث كانت سبية منهم عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل”

يقول الشيخ العلامة عبدالله ناصر رحماني حفظه الله – أحد كبار علماء أهل الحديث في باكستان-: لما سمعت هذا الحديث، الذي أثنى فيه النبي صلى الله عليه وسلم على بني تميم ثناء حارا، ومدحهم ووصفهم بالخصال الحميدة، اشتقت إلى زيارتهم والاطلاع على منهجهم، فلما زرتهم وجلست إلى علمائهم ودعاتهم، وجدتهم أنهم من أهل الحديث وعلى منهج أهل الحديث– الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: أهل الحديث هم أكمل الناس عقلا، وأعدلهم قياسا، وأصوبهم رأيا، وأسدهم كلاما، وأصحهم نظرا، وأهداهم استدلالا، وأقومهم جدلا، وأتمهم فراسة، وأصدقهم إلهاما، وأحدهم بصرا ومكاشفة، وأصوبهم سمعا ومخاطبة، وأعظمهم وجدا وذوقا، وهذا هو للمسمين بالنسبة إلى سائر الأمم، ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل- [مجموع الفتاوى 9/4 — كلام ابن تيميةرحمه الله مما أضفته]
وأضاف الشيخ – حفظه الله- إليه قائلا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان من بني تميم، كما أن الإمام محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله- مجدد الدعوة السلفية كان تميميا. والحمد لله رب العالمين.

حرره العبد الفقير إلى عفو ربه المولى القدير عبدالحليم بن محمد بلال أبومصعب، بالرياض.
الأحد، التاسع والعشرون، ربيع الأول، 1447ھ