سبب تأثير كتب ابن القيم رحمه الله

كثيرٌ من العلماء والقرّاء يعجبون من تأثير كلام العلامة ابن القيم رحمه الله، وحسن أسلوبه ، ويدهشون من براعته في جميع علوم الشريعة ، وعلى وجه الخصوص في مداواة النفوس وتزكيتها على المنهج اﻹيماني الشرعي، ولعل السر في ذلك -بعد توفيق الله تعالى- ماذكره معاصروه وتلاميذه عن سيرته :

١- قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
“ﻻ أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جداً ، ويمد ركوعها وسجودها ، ويلومه كثيرٌ من أصحابه في بعض اﻷحيان فلا يرجع وﻻ ينزع عن ذلك رحمه الله ،
وكان كثير القراءة والخلق ، كثير التودد ، ﻻ يحسد أحداً وﻻ يؤذيه ، وﻻ يستعيبه ، وﻻ يحقد على أحد ، وبالجملة كان قليل النظر في مجموعه وأموره وأحواله ، والغالب عليه الخير واﻷخلاق الفاضلة”.

٢- وقال تلميذه العلامة ابن رجب رحمه الله:
“كان رحمه الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى ، وتألّه ولهج بالذكر ، وشغف بالمحبة ، واﻹنابة واﻻستغفار ، واﻻفتقار إلى الله، واﻻنكسار بين يديه ، واﻻطراح بين يديه على عتبة عبوديته ، لم أشاهد مثله في ذلك ، وﻻ رأيتُ أوسع منه علماً، وﻻ أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق اﻹيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أرَ في معناه مثله ..
وكان في مدة حبسه مع شيخه شيخ اﻹسلام ابن تيمية رحمهما الله مشتغلاً بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكير ، ففُتح عليه من ذلك خير كثير.. وحجّ مرات كثيرة ، وجاور بمكة ، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة ، وكثرة الطواف أمراً يتعجب منه ..”.

هكذا يكون تأثير العالم العامل الرباني بقدر تقواه وصلته بربه ، وحسن أخلاقه وسلامة صدره وطهارته، وزهده في الدنيا وإقباله على اﻵخرة ، اللهم ارزقنا فهم كتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلنا من الراشدين!!

د. عبد القيوم السندي حفظه الله

اقرأ هذا المقال أيضا:المحدث الحافظ محمد عبد الله بن عبد الرحيم الغازيبوري