الشيخ، الفاضل، العلامة، المحدث، الفقيه، أستاذ الأساتذة الْحَافِظْ مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ الْغَازِيْبُورِي (1261- 1337 هـ)

سِيْرَتُهُ

اسمه ونسبه: هو الشيخ، الفقيه، المحدث، العامل بالسنة، الحافظ محمد عبد الله بن عبد الرحيم بن دانيال المئوي الأعظم كرهي مولدًا، الآروي الغازيبوري مسكنًا.
مولده: ولد -رحمه الله- في «مئو»، واختلف في سنة ودلاته ما بين عام 1260، أو 1261، أو 1268 هـ.
رحلته العلمية: حفظ القرآن وكان ابن اثني عشر سنة، ودرس الكتب الإبتدائية من العربية والفارسية على أبيه وعلى المولوي قائم علي المئوي، ثم انتقل أبوه إلى «غازيبور» بسبب حوادث 1857م فاستكمل دراسته هناك، فقرأ الكتب الدرسية المتدوالة من فنون شتى على الشيخ رحمت الله الفرنكي محلي وعلى صنوه الكبير ملا نعمت الله الفرنكي محلي في مدرسة «جشمة رحمت» ، ثم سافر إلى «جونبور» وأخذ العلوم العقلية والنقلية عن الشيخ المفتي محمد يوسف اللكهنوي الفرنكي محلي في «مدرسة إمام بخش الإسلامية»، ثم ارتحل إلى «دهلي» ولازم الشيخ السيد محمد نذير حسين الدهلوي، وأخذ الحديث عنه وتفقه على يديه، واجتمع بالشيخ الإمام عباس بن عبد الرحمن الشهاري اليمني في الحجاز أثناء سفر الحج سنة 1297 هـ وأسند الحديث عنه أيضًا.
الإفادة والتدريس: بعد فراغه من الطلب سنة 1282 هـ عكف على التدريس والإفادة بمدرسة «جشمة رحمت» حتى ظهر تقدمه في فنون عديدة، وقصده الطلبة من الأقطار البعيدة وتخرجوا عليه، فبقي يدرس هناك حتى سنة 1305 هـ عدا ستة أشهر التي ذهب فيها إلى السيد نذير حسين الدهلوي لأخذ الحديث عنه، وكان ذلك في سنة 1296هـ تقريبًا، وكذلك أدى فريضة الحج أيضًا خلال إقامته بهذه المدرسة، ثم عندما اضطُر إلى ترك المدرسة بسبب رفض التقليد والعمل بالسنة جعل يستقبل الطلاب في منزله، في سنة 1306 هـ ذهب إلى «ديانوان» ودرّس هناك لمدة قليلة ، ثم رجع إلى «غازيبور» سنة 1307هـ وأسس المدرسة في «استيمر كهات» لكنه ما بقي هناك إلا لسنة فقط، ثم انتقل إلى بلدة «آرة» على استدعاء الشيخ إبراهيم الآروي سنة 1308هـ وعين «صدر المدرسين» في «المدرسة الأحمدية»، واشتغل بها بالتدريس والإفتاء والتذكير حتى سنة 1326هـ، ثم اعتزل عنها بأسباب واستقدمه الناس إلى «دهلي»، فكان يعقد مجلس التفسير بعد صلاة الصبح في «مسجد حوض والي»، ثم يدرس بـ«مدرسة رياض العلوم» حتى الظهر وبعدها بـ«مدرسة علي جان»، فلما توفي ختنه سنة 1333هـ انتقل إلى «لكهنو» لرعاية بنته وأسباطه الأيتام، وانتفع به طلبة من «ندوة العلماء» وغيرها أثناء إقامته هناك.
من التقليد إلى التحقيق: كان -رحمه الله- في أول أمره حنفيًا وشديد التصلب في المذهب، ثم ألهمه الله تعالى محبة السنة، وكان سبب تحوله المباحثات التي جرت بينه وبين بعض طلابه من أهل الحديث، فكان يرد شبهاتهم واعتراضاتهم -ولو كانت قويًة- ويؤيد مذهبه، ثم تفكر فوجد أن هذا الأسلوب غير صحيح، فترك التقليد والتفت إلى الحديث والسنة، فلما رجع من «دهلي» بعد أخذ الحديث من السيد نذير حسين الدهلوي جعل يعمل بالكتاب والسنة، فأصابه من متعصبي الحنفية ما أصاب، فمنعوه من المسجد الذي كان يؤم الناس، واتهموه ونسبوه إلى «اللا مذهبية»، ورفعوا قضيته إلى الحكومة، حتى منعوا الطلاب بأخذ العلم عنه، واضطروه إلى ترك «غازيبور»، لكن ثبته الله على الحق وواجه كل الصعوبات بالثبات واليقين.
وفاته: توفي -رحمه الله- ببلدة «لكهنو» لتسع بقين من صفر سنة 1337هـ، وكان ذلك في آخرنهار يوم الثلاثاء، وصلى عليه الشيخ محمد بن حسين بن محسن الأنصاري، دفن بعد العشاء بمقبرة «عيش باغ».

شُيُوخُهُ

1-مولانا رحمت الله الفرنكي محلي
2-ملا نعمت الله الفرنكي محلي
3-المفتي محمد يوسف الفرنكي محلي
قرأ على هؤلاءالثلاثة العلوم العقلية والنقلية، وتخرج عليهم.
4-مولانا عبد القادر الغازيبوري
5-مولانا قائم علي المئوي
6-الحكيم صفدر علي جائسي
7-السيد محمد نذير حسين الدهلوي: أخذ عنه الحديث والفقه، وحصلت له الإجازة منه، وكان يحب تلميذه محبة شديدة، ويعترف تقدمه في العلوم والفنون.
8-المؤيد بالله عباس بن عبد الرحمن الشهاري: حصلت له الإجازة منه أثنا سفر الحج.
9-حسين بن محسن اليماني: استفاد منه.

تَلَامِذَتُهُ

كان -رحمه الله- من كبار الأساتذة، قضى معظم حياته في التدريس والإفادة، والتي تمتد على أكثر من نصف قرن، وكانت حلقة درسه أكبر حلقة بعد شيخه الدهلوي، واستفاد منه خلق كثير، فلُقِّب بـ «أستاذ الأساتذة» نظرًا لجلالة تلامذته؛ لأن كثير منهم يتصدرون للتدريس والإفادة، وانتفع بهم خلقا عظيمًا، فكأن الشيخ لم يكن مدرّسًا فقط بل كان أستاذ المدرسين، فمن تلامذتهم:
1- محمد يسين الرحيم آبادي (1308 هـ)
2- عبد البر العظيم آبادي (1322 هـ)
3- محمد سعيد البنارسي (1322 هـ)
4- محمد سليم البهرياوي (1324 هـ)
5-سليم الله المئوي (1324 هـ)
6-سلطان أحمد المئوي (1325 هـ)
7-الحكيم نصير الحق الديانوي (1328 هـ)
8-علي نعمت البهلواري (1331 هـ)
9-الشاه عين الحق البهلواري (1333 هـ)
10-عبد الأحد شمشاد اللكهنوي (1333 هـ)
11-عبد الرحمن بقا الغازيبوري(1334 هـ)
12-تلطف حسين العظيم آبادي (1334 هـ)
13-عبد العزيز الروانوي (1336 هـ)
14-رحيم بخش المنطقي الآروي (1338 هـ)
15-عبد المنان بقا الغازيبوري (1338 هـ)
16-عبد الستار الكلانوري الدهلوي (1339 هـ)
17-أسد الله الروانوي (1339 هـ)
18-عبد العزيز المباركبوري (1339 هـ)
19-محمد إسحاق كوبا كنجي (1341هـ)
20-عبد السلام المباركبوري (1342 هـ)
21-محمد أيوب الديانوي (1343 هـ)
22-أبو طاهر البهاري (1345 هـ)
23-السيد أبو حبيب الديسنوي (1346 هـ)
24-عبد الغني المئوي (1347 هـ)
25-عبد المجيد المئوي (1351 هـ)
26-أبوالمكارم محمد علي المئوي (1352 هـ)
27-عبد الرحمن المحدث المباركفوري (1353 هـ)
28-محمد سليمان البهلواري (1354 هـ)
29-عبد الله البنجابي الهري هروي (1355 هـ)
30-عبد الرحمن آزاد المئوي (1357 هـ)
31-عبد النور المظفر بوري (1357 هـ)
32-أبوبكر شيث الجونبوري (1359 هـ)
33-حفيظ الله البندوي (1362 هـ)
34-محمد شبلي الجيراجيوري (1364 هـ)
35-علي أصغر الجهبروي (1365 هـ)
36-عبد الله الكهبيانوالي (1366 هـ)
37-أحمد بن الملا حسام الدين المئوي (1367 هـ)
38-محمد إسحاق الآروي (1369 هـ)
39-محمد نعمان المئوي (1371 هـ)
40-أبو القاسم محمد علي المئوي (1373 هـ)
41-الحكيم عبد القيوم الديانوي (1377 هـ)
42-سليمان بن داود المئوي (1378 هـ)
43-الحكيم محمد إدريس الديانوي (1380 هـ)
44-الحكيم محمد حسن الدانا بوري (1380 هـ)
45-فضل الرحمن باقي الغازيبوري (1381 هـ)
46-محمد داود الغزنوي (1383 هـ)
47-محمد يونس الدهلوي البرتابكرهي (1387 هـ)
48-الحكيم محمد ظهير الكياوي (1390 هـ)
49-عبد الرحمن البجواوي (1391 هـ)
50-أبو مسعود محمود قمر البنارسي (1392 هـ)
51-عبد الله شائق المئوي (1394 هـ)
52-عنايت الله الوزير آبادي (1400 هـ)
53-عبد الغفور الجهتي الكياوي
54-عبد الغفور الجهتي الكياوي
وخلق كثير.

مُؤَلَّفَاتُهُ

والشيخ -رحمه الله- لم يكن له كثرة اشتغال بتأليف وتصنيف، ولعل مرد ذلك إلى أنه منذ أول يوم فراغه من طلب العلم انقطع إلى التدريس والتذكير انقطاعًا كليًا، لكنه مع ذلك قد صنف تصانيف عديدة تشهد بطول الباع في العلوم، والإطلاع على الكتب، فمنها:
1- مجموعة الفتاوى: الشيخ -رحمه الله- أينما جلس للتدريس أسندت إليه مسؤولية الفتوى، فجمع الشيخ بنفسه كثير من هذه الفتاوى، وهذه المجموعة محفوظة في الجامعة السلفية ببنارس، لكنها كانت غير مرتبة، فرتبها تلميذه الشيخ عبد الرحمن المباركبوري وعلق عليها وقدم لها، وساعده فيه تلميذه الآخر الشيخ عبد السلام المباركبوري، ثم رتبها ودونها مرة أخرى الشيخ عبد الصمد المباركبوري على أمر الشيخ عبد الرحمن المباركبوري وتحت أشرافه، في هذه المجموعة أكثر من خمسائة فتوى في مسائل شتى، لكنها لم تزل مخطوطة حتى وفق الله الشيخ شاهد رفيق حفظه الله، فحصلها وحققها وضم إليها فتاوى الشيخ من كتب أخرى، ثم طبعت هذه المجموعة المباركة من «دار أبي الطيب» سنة 2015 م.
2-التوحيد: هذه الرسالة مشتملة على خطبته التي ألقاها في الاجتماع الخامس لـ «آل إنديا أهل حديث كانفرنس» سنة 1335هـ.
3-فتوى في علم الغيب: طبع في «سعيد المطابع» ببنارس سنة 1320 هـ.
4-الحجة الساطعة في بيان البحيرة والسائبة: بين فيها حكم البهائم المهملة للأصنام والمزارات ونحوها، قد طبعت في «مطبع كلزار حسيني» ببمبئي سنة 1320 هـ.
5-الكلام النباه في رد هفوات من منع مساجد الله: رد فيه الشبهات الواردة والإتهامات المسومة من قبل مولوي أمانت الله الفصيحي على أهل الحديث، قد طبعت في «سعيد المطابع» ببنارس سنة 1305 هـ.
6-البحر المواج لشرح مقدمة الصحيح لمسلم بن الحجاج
7- قانون مسجد: ذكر فيها أحكام المساجد والوقف، قد طبعت سنة 1917م في «مطبع ستارة هند» بدهلي.
وغيرها من الرسائل والكتب التي بلغ عددها إلى اثنين وعشرين رسالة وكتبًا.

نزهة الفضلاء في تراجم العلماء

جمع وترتيب: عبد القدوس راشد