الكسب الحلال وأكل الطيبات من أسباب إجابة الدعاء ، ومما يعين على العمل الصالح

لقد حث الإسلام على الكسب الحلال والأكل الحلال ، وجعله سببا من أسباب قبول الدعاء ، كما حرم الكسب الحرام والأكل الحرام ، وجعله مانعا من موانع إجابة الدعاء، ومما يدل على ذلك مايلي:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” يا أيها الناس! إن الله طيب لايقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} [ المؤمنون 51] وقال :{ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}[ البقرة 272] ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر ،يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ”
[ رواه مسلم 1015 واللفظ له والترمذي 2989 وأحمد 8348 ]
هذا الحديث من الأحاديث التي هي أحد قواعد الإسلام ومباني الأحكام، وفيه يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أمته ما يتعلق بأسباب استجابة الدعاء.
قوله تعالى: { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} هذا النداء خطاب لجميع الرسل ، خوطبوا به في أزمنتهم ، فيه تنبيه على أن إباحة الطيبات شرع قديم ، وفيه إشارة إلى أن أكل الطيبات مورث للعمل الصالح ،، وهو ما يتقرب به إلى الله تعالى.
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: يأمر الله عباده المرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين بالأكل من الحلال والقيام بالصالح من الأعمال، فدل هذا على أن أكل الحلال عون على العمل الصالح، فقام الأنبياء بهذا أتم القيام، و جمعوا بين كل خير قولا وعملا ودلالة ونصحا.[ تفسير ابن كثير ص 1004]
لقد كان الأنبياء والمرسلون عليهم السلام يعملون بالحرف والصناعات والتجارات ، لعلمهم أن كسب الرجل وعمله بيده شرف له ، إذ به يتكسب معاشه ، ويتعفف به عن سؤال الناس ، بل يطلب رزقه من الله تعالى بالأخذ من الأسباب ، وقد كان لكل نبي صنعة يعمل فيها ويبتغي رزق الله منها ، وهذه الحرف والصناعات زيادة في فضيلة أهل الفضل ، يحصل لهم بذلك التواضع في أنفسهم ، والاستغناءعن غيرهم، وكسب الحلال الخالي من الامتنان هو خير المكاسب :
1 – روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ما من نبي إلا وقد رعى الغنم “[ البخاري 3406 ومسلم 2050 ]
ب: روى البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ” فقال أصحابه : وأنت ؟ قال: ” نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة” [ البخاري 2262 وابن ماجه 2149 وقال : قال سويد – بن سعيد- : يعني كل شاة بقيراط]
ج- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كان زكريا نجارا” [ رواه مسلم 2379 وابن ماجه 2150 وأحمد في المسند 9257 وابن حبان في صحيحه 5142 ] إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الواردة في الموضوع.
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل :” يطيل السفر ، أشعث أغبر …..” فيه إشارة إلى ذكر أربعة أسباب لإجابة الدعاء، وهي: إطالة السفر ،وحصول التبذل في اللباس والهيئة ، ومد اليد إلى السماء ، والإلحاح على الله تعالى بتكرار ذكر ربوبيته.
قوله صلى الله عليه وسلم: ” ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام” فيه تصريح بأن طعامه وشرابه وملبسه وغذاءه من كسب حرام ، مانع من موانع إجابة دعائه .
قوله صلى الله عليه وسلم:” فأنى يستجاب لذلك ” أي: فكيف ،أو من أين يستجاب لذلك الرجل؟! والاستفهام للإنكار والاستبعاد.
في الحديث الحث على الإنفاق من الحلال، والنهي عن غيره.
وفيه : أن المأكول والمشروب والملبوس ونحو ذلك ينبغي أن يكون حلالا خالصا لا شبهة فيه.
وفيه: إغلاق باب الكسب الحرام ، وسد الذرائع إلى الحرام.
2- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا} [ البقرة 168] فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال : يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” يا سعد! أطب مطعمك ، تكن مستجاب الدعوة ، والذي نفس محمد بيده ، إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يقبل منه عمل أربعين يوما ،وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به”
[ أخرجه الطبراني في الأوسط6495 ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد19/ 294 : فيه من لم أعرفهم ، وقال ابن رجب : إسناده فيه نظر ، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة 1812 : ضعيف جدا ]
قلت : الحديث ضعيف ، لكن الحديث الأول يؤيد معناه ، والله أعلم.
3- عن المقداد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما أكل أحد طعاما قط ، خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده”
[ رواه البخاري 2072]
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيه بأن نبي الله داود عليه السلام كان لا يأكل إلا من كسب يده ،فقد علمه الله صناعة الحديد ، قال تعالى:{ وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم} [الأنبياء 80] ، وقال سبحانه وتعالى : { وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد} [سبأ 10-11]
4- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن أطيب ماأكل الرجل من كسبه ، وولده من كسبه”
رواه أبو داود 3528 والترمذي 1358 والنسائي4454-4457 وابن ماجه 2137 وصححه الألباني رحمه الله
وفي لفظ: ” إن أولادكم من أطيب كسبكم ، فكلوا من كسب أولادكم”
[ رواه أبوداود 3530 والنسائي 4455 عن عائشةرضي الله عنها ، وصححه الألباني رحمه الله]
دل الحديث على أن الولد من أطيب كسب الرجل ، كما دل على أكل الوالدين من أموال أولادهم بإطلاق.
5- عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” لأن يأخذ أحدكم حبله ،فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها ، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس ، أعطوه أو منعوه ”
[ رواه البخاري 1471 واللفظ له ومسلم1042 والنسائي 2583 كلاهما عن أبي هريرةرضي الله عنه]
وفي لفظ: ” لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره، فيتصدق به ويستغني به من الناس ، خير له من أن يسأل رجلا ، أعطاه أو منعه ذلك ، فإن اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول”
[ رواه مسلم 1042والترمذي 680 عن أبي هريرة رضي الله عنه]
6- و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الدعوات : ” …اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع ،ومن قلب لايخشع ، ومن نفس لاتشبع ،ومن دعوة لايستجاب لها ”
[ رواه مسلم 2722 عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، واللفظ له والنسائي 5470 عن أنس رضي الله عنه]
وفي لفظ : كان رسول الله صلى ألله عليه وسلم يقول :” اللهم أني أعوذ بك من الأربع : من علم لاينفع ، ومن قلب لايخشع ، ومن نفس لاتشبع، ومن دعاء لايسمع”
[ رواه أبوداود 1548 والنسائي 5467 وابن ماجه 3837 وأحمد 8488 ، وصححه الألباني رحمه الله]
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الواردة في الباب.
لقد تبين مما سبق أن الإنسان لا يقبل دعاؤه ولا يكون مستجاب الدعوة إلا إذا كان مطعمه ومشربه وملبسه وغذاؤه من كسب حلال
7- وليعلم الجميع أن كل إنسان يحبس ويوقف في موضع الحساب يوم القيامة ولا تتحرك قدماه حتى يسأله ربه عن أربعة أشياء ( أو خمسة أشياء كما ورد في الحديث) ومنها المال الذي جمعه ، من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل : عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيما فعل ؛ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه ”
[ رواه الترمذي 2417 واللفظ له وقال : هذا حديث حسن صحيح، والدارمي 537 وأبويعلى 7434 وغيرهم . وصححه الألباني رحمه الله تعالى]
وفي لفظ :” لاتزول قدما عبد يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيماعلم”
[ رواه الترمذي في السنن 2416 والطبراني في الكبير 9772 والبيهقي في شعب الإيمان 1784 وصححه الألباني رحمه الله]
قوله صلى الله عليه وسلم: ” لاتزول قدما عبد يوم القيامة ” أي : لاتتحرك ولاتنصرف قدم كل إنسان من موضع الحساب يوم القيامة حتى يسأله الله عن هذه الأشياء.
قوله :” عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ” أي : يسأله ربه عن أمواله التي جمعها ،أمن حلال أم من حرام ؟ وفيم أنفقها ؟ أفي طاعة أم في معصية ؟.
بين النبي صلى الله عليه وسلم ان لكل عبد وقفة بين يدي الله تعالى يوم القيامة ، يساله ربه عن كل شيء، وذلك حثا منه صلى الله عليه وسلم على الاستعداد لهذا الموقف ، وإعداد الجواب له.
8- أخبر الله سبحانه بأن الأموال والأولاد فتنة ، كما قال الله عزوجل:{ إنما أموالكم وأولادكم فتنة} [التغابن ، الآية : 15] قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: أي : بلاء واختبار ومحنة ، يحملونكم على كسب الحرام ومنع حق الله ، فلاتطيعوهم في معصية الله { والله عنده أجرعظيم } [ التغابن ، الآية : 15] لمن آثر طاعة الله، وترك معصيته في محبة ماله وولده[ تفسير الشوكاني المعروف بفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ،1876]
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من فتنة الغنى ، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ : “اللهم أني أعوذ بك من فتنة النار ومن عذاب النار، واعوذ بك من فتنة القبر ، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الغنى ، وأعوذ بك من من فتنة الفقر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال”
[ رواه البخاري 6376 ]
وفي لفظ : عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” اللهم أني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار ، وفتنة القبر وعذاب القبر ، وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر ، اللهم أني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ،وباعد بيني وبين خطاياي ،كما باعدت بين المشرق والمغرب ،اللهم أني أعوذ بك من الكسل ، والمأثم والمغرم.”
[ رواه البخاري 6377 واللفظ له ومسلم 589 الواقع بين حديثي 2705_ 2706]
قوله :” وشر فتنة الغنى” أي : البطر والطغيان ، والتفاخر به ، وصرف المال في المعاصي وما أشبه ذلك.
وقوله :” وشر فتنة الفقر” أي : الفقر الذي لايصحبه صبر ولا ورع حتى يتورط صاحبه بسببه فيما لايليق بأهل الدين والمروءة.
قال الإمام السمرقندي رحمه الله تعالى: لاتتفكر في ثلاثة أشياء:
ا- لاتتفكر في الفقر ،فيكثر همك وغمك ، ويزيد في حرصك.
ب- لاتتفكر في ظلم من ظلمك ، فيغلظ قلبك ، ويكثر حقدك ، ويدوم غيظك.
ج- لاتتفكر في طول البقاء في الدنيا ، فتحب الجمع ، وتضيع العمر ، وتسوف في العمل.
[ تنبيه الغافلين 572/1]
9_ ليس الغنى في كثرة المال والعرض – كما يظن الناس- ولكن الغنى غنى النفس ، روى الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس الغنى عن كثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس”
[ البخاري 6446 ومسلم 1051]
وفي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم المعنى الحقيقي للغنى الواجب على الإنسان الاجتهاد في تحصيله ، والذي يرفع درجاته في الدنيا والآخرة ، وهو استغناء النفس بما أوتيت ، وقناعتها ورضاها بما قسم الله لها ، وعدم التطلع لما في أيدي الناس.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قال ابن بطال : معنى الحديث ليس حقيقة الغنى كثرة المال ، لأن كثيرا ممن وسع الله عليه في المال لايقنع بما أوتي ، فهو يجتهد في الازدياد، ولا يبالي من أين يأتيه ، فكأنه فقير من شدة حرصه ، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس ،وهو من استغنى بما أوتي ،وقنع به ورضي ولم يحرص على الازدياد ، ولا ألح في الطلب، فكأنه غني .
وقال القرطبي : معنى الحديث أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس ، وبيانه أنه إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع ، فعزت وعظمت وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه ، فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال ،لدناءة همته وبخله ، ويكثر من يذمه من الناس ، ويصغر قدره عندهم ، فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل . والحاصل أن المتصف بغنى النفس يكون قانعا بما رزقه الله ، لايحرص على الازدياد لغير حاجة ، ولا يلح في الطلب ، ولا يلحف في السوال ،بل يرضى بما قسم الله له ،فكأنه واجد أبدا، والمتصف بفقر النفس على الضد منه ، لكونه لايقنع بما أعطي ، بل هو أبدا في طلب الازدياد من أي وجه أمكنه ، ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف ، فكأنه فقير من المال ، لإنه لم يستغن بما أعطي ،فكأنه ليس بغني.
ثم غنى النفس إنما ينشأ عن الرضا بقضا ء الله ، والتسليم لأمره ، علما بأن الذي عند الله خير وأبقى ، فهو معرض عن الحرص والطلب .
قال الطيبي : يمكن أن يراد بغنى النفس حصول الكمالات العلمية والعملية ، وإلى هذا أشار القائل:
ومن ينفق الساعات في جمع ماله
مخافة فقر فالذي فعل الفقر.
أي: ينبغي أن ينفق أوقاته في الغنى الحقيقي ، وهو تحصيل الكمالات ، لا في جمع المال ، فإنه لا يزداد بذلك إلا فقرا. انتهى.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: هذا وإن كان يمكن أن يراد ، لكن الذي تقدم أظهر في المراد ،وإنما يحصل غنى النفس بغنى القلب ، بأن يفتقر إلى ربه في جميع أموره ، فيتحقق أنه المعطي المانع ، فيرضى بقضائه، ويشكره على نعمائه ، ويفزع إليه في كشف ضرائه ، فينشأ عن افتقار القلب لربه غنى نفسه عن غير ربه تعالى ، والغنى الوارد في قوله { ووجدك عائلا فأغنى} [ الضحى ، الآية : 8] يتنزل على غنى النفس ، فإن الآية مكية، ولايخفى ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تفتح عليه خيبر وغيرها من قلة المال. والله أعلم. [ فتح الباري للحافظ ابن حجر 329-328 /11 شرح حديث 6446 ]
10- هذا وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالرفق والاعتدال والإجمال في الطلب ، وعدم الإفراط فيه ، والاهتمام بطاعة الله تعالى ، فإن كل شيء مقدر منه سبحانه، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ياأيها الناس! اتقوا الله وأجملوا في الطلب ، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها ، وإن أبطأ عنها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم”
[ رواه ابن ماجه في سننه 2144 وابن حبان في صحيحه 3239 باختلاف يسير وابن أبي عاصم في السنة 420 مختصرا ، وصححه الألباني رحمه الله]
11- إن الذي يكتسب ماله من الحلال ، وينفقه على أهله وأقاربه ، وفي وجوه الخير ، يصدق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” نعم المال الصالح للمرء الصالح”
[ رواه أحمد في المسند 17763 والبخاري في الأدب المفرد 299 وابن حبان في صحيحه 3210 . وصححه الألباني في تخريج أحاديث الأدب المفرد ، و قال شعيب الأرنؤوط في تخريج أحاديث رياض الصالحين 178/1 : إسناده صحيح] والله أعلم.
قوله : “نعم المال الصالح للمرء الصالح ” أي : نعم المال الحلال للرجل الذي ينفقه في حاجته وذوي رحمه وأقاربه ، ثم في وجوه الخير وأعمال البر.

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمن سواك ، ووفقنا للكسب الحلال وأكل الطيبات ، وقنعنا بما أعطيتنا ، إنك على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير.

حرره العبد الفقير إلى عفو ربه المولى القدير عبدالحليم بن محمد بلال أبومصعب ، بالرياض.
الجمعة ،العاشر من جمادى الأولى، 1445ھ

وفي يوم السبت 1445/6/3ھ تم التعديل في المقال، حيث أضيف إليه بعض الإضافات المفيدة.