عقوبة عقوق الوالدين معجلة في الحياة الدنيا قبل الممات مع عقوبة الآخرة

إن العاق لوالديه من الأشقياء والمحرومين من لطف الله تعالى وكرمه ونظره، كما جاء في الحديث:

” ثلاثة لا ينظرالله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ،ومدمن الخمر ، والمنان بما أعطى ” [ رواه النسائي 2562 وأحمد في المسند 6180 واللفظ له وابن حبان في صحيحه 7340 . عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. قال الألباني: حسن صحيح، وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح].

وعقوق الوالدين من كبائر الذنوب التي يعجل الله عقوبتها في الدنيا قبل الموت، مع ما يدخر له من العقوبة القاسية في الآخرة، وذلك لأنه ينافي ما أمر الله به من برهما والإحسان إليهما والتلطف بهما والتأدب معهما في كتابه العزيز ،حيث قال:

“{ وبالوالدين إحسانا} الآية ، سورة بني إسرائيل، آية 23. أي : أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسان القولي والفعلي، لأنهما سبب وجود العبد، كما أنه ينافي ما أمر الله به من خفض جناح الذل لهما ، فقال عز وجل : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} الآية ، أي : تواضع لهما ذلا لهما ورحمة، واحتسابا للأجر والمثوبة.
والعقوق هو: الإساءة إليهما وعدم الوفاءبحقهما ، بأي صورة من الصور وبأي شكل من الأشكال، من عصيانهما في المعروف ، والتضجر من وجودهما ، والتقصير في حقوقهما ، وعدم الإنفاق عليهما ،وتقديم الزوجة والأولاد عليهما ،وجلب اللعن لهما من الناس ،وغير ذلك من أنواع الأذى وعدم توفية الحقوق. ومما يدل على تعجيل العقوبة للعاق لوالديه، مايلي:
عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا البغي وعقوق الوالدين، أو قطيعة الرحم ، يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت”
[ رواه البخاري في الأدب المفرد 591 والحاكم في المستدرك 4/ 156 برقم 7350 والبزار في مسنده 9 / 137 وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد 459 ، وانظر : الصحيحة 918]
ورواه أبو داود 4902 والترمذي 2511 وابن ماجه 4211 وأحمد في المسند 20374 وصححه الألباني ، بلفظ :

“ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم”

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ، وارحمهم كما ربونا صغارا ،واجمعنا معهم في الفردوس الأعلى من جنانك ، واغفر لنا ما قصرنا في حقهم ،وارزقنا برهم على الوجه الذي يرضيك عنا ، إنك على كل شيء قدير ،وبالإجابة جدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حرره العبدالفقير إلى عفو ربه المولى القدير عبدالحليم بن محمد بلال أبومصعب ، بالرياض.
السبت ،الرابع من جمادى الأولى، 1445ھ