إظهار السرور في الأعياد من شعائر الإسلام

إن أيام العيد هي أيام فرحٍ وسرورٍ وابتهاجٍ للمسلمين، وعيد الفطر على وجه الخصوص، فيه للصائمين فرحةٌ خاصةٌ، فيفرحون بتوفيق الله تعالى لهم بإكمال العدة واستيفاء الشهر بالصوم { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [سورة يونس الآية 58].
ومن مشاهد الفرح والسرور في العيد في العهد النبوي، ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: دعهما فلما غفل ، غمزتهما فخرجتا،وكان يوم عيدٍ يلعب السودان-الحبشة-بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال: تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة. حتى إذا مللت قال: حسبك؟. قلت: نعم، قال: فاذهبي [ البخاري949 ،واللفظ له، ومسلم892].
وفي رواية في مسند أحمد[25962] عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ :لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفيةٍ سمحةٍ.
قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في عمدة التفسير 348/1 : إسناده صحيح
وقال المحدث الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة 1829 : صحيح بمجموع طرقه.
1- قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله:
وفي هذا الحديث من الفوائد مشروعية التوسعة على العيال في أيام الاعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس وترويح البدن من كُلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أولى، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين [فتح الباري2/443].
2- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة، وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين[مجموع الفتاوى298/25]
3- وقال أبو حامدٍ الغزالي رحمه الله: ترويح النفس وإيناسُها بالمجالسة والنظر والملاعبة إراحة للقلب وتقوية له على العبادة.
[إحياء علوم الدين للغزالي 2/19.]

عبدالحليم محمد بلال أبومصعب