الشيخ الجليل المحدث النبيل العلامة النحرير المسند عبد الحق العثماني البنارسي (١٢٠٦-١٢٨٦هـ)

سِيْرَتُهُ

اسمه ونسبه: هو الشيخ، العالم، الفاضل، المحدث، العلامة، المسند، الرحلة عبد الحق بن فضل الله بن محمد مبين المحمدي العثماني النيوتيني ثم البنارسي.
مولده: ولد -رحمه الله- في نيوتن من أعمال «ناؤ» سنة ست ومائتين وألف 1206 هـ، ثم انتقل أبوه إلى بنارس وتوطنه؛ فنسب إليها.
رحلته العلمية: درس الكتب الإبتدائية على أبيه وعلى غيره من علماء بنارس، ثم سافر إلى دهلي وقرأ الحديث على الشيخ المجاهد الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، والشيخ عبد الحي البدهانوي، وأخذ بعضها عن الشيخ عبد القادر الدهلوي والشيخ عبد العزيز الدهلوي سماعًا.
وارتحل إلى صنعاء اليمن لأخذ الحديث، ولقي بها القاضي محمد بن علي الشوكاني، والشيخ محمد عابد السندي، والشيخ عبد الرحمن بن أحمد البهكلي، والشيخ عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، وقرأ عليهم، وكلهم أجازوه إجازة عامة سنة 1238 هـ.
الإفادة والتدريس: بعد فراغه من القراءة والإستفادة تصدى للتدريس والإفادة، وصرف همته إلى نشر الحديث والسنة، وهو أول من درّس الحديث ببنارس، وأسس المدرسة فيها على اسمه في محلة “باغ بريار سنكه” من قرية “جيت كنج”، واشتهر صيته لعلو مكانته وسنده في الحديث، وارتحل إليه الطلاب من سائر البلاد، فبقي يدرس هناك حتى وافته المنية.
محنته: كان الشيخ لا يتقيد بمذهب ولا يقلد أحداً بل يعمل بنصوص الكتاب والسنة، ويجتهد برأيه، ولذلك جرت بينه وبين متعصبي الحنفية مباحثات كثيرة في الاجتهاد والتقليد، وأصابه منهم لأجلها ما أصاب، ومن أمثلته أنه سافر إلى الحجاز في ركب السيد أحمد الشهيد البريلوي، فلما وصل إلى المدينة المنورة بعد الحج رأى هناك بعض الأعمال البدعية، وكان الشيخ شديد المحبة للسنة والغيرة عليها، ولا يخاف في الله لومة لائم، فألقى الخطب ضد البدعة ورد فيها العقائد الفاسدة، وكان المولوي سعيد الأسلمي المدراسي والمولوي رجب علي إذ ذاك بالمدينة المنورة، -وقد جرت بينه وبينهما مباحثة في كولكته قبل قدومه للحج- فاعتبرا الفرصة، ورفعا قضيته إلى المحكمة، وأقنعاها بأنه من «الوهابيين»، فتم القبض عليه، ثم أطلق سراحه بشفاعة الشيخ عبد الحي البدهانوي، فحماه الله من كيد أعدائه.
وفاته: كان -رحمه الله- كثير التردد إلى الحرمين الشريفين، فحج سبع مرات، وتوفي محرمًا في الحجة الأخيرة بمنى يوم الخميس 8 ذي الحجة سنة 1286هـ، ودفن على باب مسجد الخيف ليلة الجمعة.

شُيُوخُهُ

1-مولانا فضل الله البنارسي (أبوه): درس عليه الكتب الإبتدائية
2-الشاه محمد إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي
3-الشاه عبد القادر بن ولي الله الدهلوي
4-الشاه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي
5-عبد الحي بن هبة الله البدهانوي: قرأ على هؤلاء الأربعة أكثر كتب الحديث.
6-محمد بن علي الشوكاني: حضر دروسه وحصلت له الإجازة منه.
7-عبد الله بن محمد بن إسماعيل الصنعاني: سمع منه المسلسل بالأولية ونبذًا من صحيح البخاري، وحضر دروسه في جامع البيان في تفسير القرآن، وأيضًا في صحيح البخاري، وفي علم الأصول وغير ذلك، وكتب له الإجازة بخطه.
8-عبد الرحمن بن أحمد البهكلي: أقام به مدة، وسمع منه المسلسل بالأولية وكثيرًا من الأحاديث و أيضًا التفسير وأجازه بجميع مروياته.
9-محمد عابد بن أحمد علي السندي: حصلت له الإجازة منه.

تَلَامِذَتُهُ

أخذ عنه عدد غفير، ومن أشهرهم:
1-السيد جلال الدين الجعفري (1279 هـ)
2-أمير حسن السهسواني (1291 هـ)
3-السيد سعيد الدين الجعفري (1293 هـ)
4-النواب صديق حسن خان القنوجي (1307 هـ)
5-السيد حميد الدين الجعفري (1308 هـ)
6-إسماعيل عليكرهي (1311 هـ)
7-بخش عابد (1315 هـ)
8-القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري (1320 هـ)
9-عبد العزيز اللكهنوي (1324 هـ)
10-عبد المنان الوزير آبادي (1334 هـ)
11-السيد شهيد الدين الجعفري (1337 هـ)
12- وحيد الزمان الحيدر آبادي (1348 هـ)
13-محمد طاهر المجهلي شهري
وغيرهم.

مُؤَلَّفَاتُهُ

كان -رحمه الله- كثير التصنيف لكن لم نعثر على مؤلفاته إلا الإثنين، وهما:
1-قصة سفر صنعاء اليمن ورجوعي إلى مركب الهند: حكى فيها حال لقاءه مع مشايخ اليمن وذكر أسانيدهم وأخبارهم.
2-الدر الفريد في المنع عن التقليد

نزهة الفضلاء في تراجم العلماء

جمع وترتيب: عبد القدوس راشد