قراءة سورتي الجمعة والمنافقون في صلاة الجمعة والعيدين

من السنن النبوية الشريفة التي داوم عليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، وهجرها كثير من الناس، سنة قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة، وكذا قراءة سورتي الأعلى والغاشية أو قراءة سورتي الجمعةوالمنافقون في صلاة الجمعة والعيدين، وإليكم تفاصيل الأحاديث الواردة في ذلك:
1- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة { ألم تنزيل} السجدة،و{هل أتى على الإنسان حين من الدهر} ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين (المنافقون)
[أخرجه مسلم 879 واللفظ له، وأبو داود 1074-1075، والترمذي 520 ،والنسائي 956-957 ،وأحمد 3039]
2- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة ب{سبح اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديثالغاشية}
[مسلم 878، وأبوداود 1122، والترمذي 533 ،والنسائي1423 ، 1567، 1589 ، وابن ماجه 1281]
علما بأن صلاة الفجر يوم الجمعة في جماعة أفضل الصلوات، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أفضل الصلوات عندالله صلاة الفجر يوم الجمعة في جماعة”
[رواه البيهقي في شعب الإيمان 3045 . وقال الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 1119،والسلسلة الصحيحة 1566 : صحيح]
ينبغي لكل إمام ولكل مسلم أن يتمسك بكل سنة من سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ويعض عليها بالنواجذ عملا بما ثبت و صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث ، وإليك بعضها:
أ- في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه الطويل” ….فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ…” [رواه أبوداود 4607 واللفظ له والترمذي 2676 وابن ماجه 43-44 وقال الترمذي: حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني رحمه الله]
ب- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب يوم الجمعة قال : ” أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وسلم) ،وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة”
[رواه مسلم 867 واللفظ له والنسائي1579
وابن ماجه 45]
ج- عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم……وفيه “…..فمن رغب عن سنتي فليس مني”
[ رواه البخاري 5063 ومسلم 1401]
إلي غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تحث المسلمين على التمسك بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا أقول: قال الإمام الأوزاعي رحمه الله :
عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه لك بالقول…[المدخل للإمام البيهقي ص 199،وجامع بيان العلم وفضله للإمام ابن عبدالبر 1071/2]
وقال أيضا : فاصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا عنه ،واسلك سبيل سلفك الصالح ،فإنه يسعك ما وسعهم .[الحجة في بيان المحجة للإمام أبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي الأصفهاني 112/1] وراجع كتابنا : طاعة ولي أمر المسلمين من أعظم واجبات الدين ص293-294
أيها الإمام ، أيها المسلم اعمل بسنة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، وطبقها ، لعلها تكون سببا في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لنا يوم القيامة.
اللهم اجعلنا من العاملين بسنن رسولك صلى الله عليه وسلم، وارزقنا شفاعته يوم القيامة ، آمين يا أرحم الراحمين.

قراءة سورة {ق والقرآن المجيد} في خطبة الجمعة

ومن السنن النبوية الشريفة التي داوم عليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، وهجرها كثير من الناس، سنة قراءة سورة {ق والقرآن المجيد} في خطبة الجمعة، وإليكم تفاصيل الأحاديث الواردة في ذلك:
1- عن عمرة بنت عبدالرحمن عن أخت لعمرة قالت: أخذت {ق والقرآن المجيد} من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة.
[ رواه مسلم 872 وأبو داود 1100، 1102 ،1103 ]
2- عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان في حديثها الطويل… وفيه: وما أخذت{ ق والقرآن المجيد} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقرأها كل (يوم) جمعة على المنبر، إذا خطب الناس.
[ مسلم 873 واللفظ له وأبو داود 1100 والنسائي 1412 ]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: والقصد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار والجمع، لاشتمالها على ابتداء الخلق، والبعث والنشور ،والمعاد والقيام والحساب ، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب.[تفسير القرآن الكريم للإمام ابن كثير، تفسير سورة ق والقرآن المجيد]
وبهذا تبين أن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم لسورة ق والقرآن المجيد في خطبة كل جمعة كانت للنصح والإرشاد والتذكير، والتلاوة معا، إذ لا داعي لتلاوتها كل جمعة بدون النصح والتذكير، و إذا كان الأمر كذلك فلا يمكن أن يحصل ذلك إلا بالتلاوة، فإذن يتحقق بقراءة هذه السورة الأمران(التذكيروالتلاوة) معا، والله أعلم وعلمه أتم وأكمل.

قراءة سورتي {ق والقرآن المجيد} و{واقتربت الساعة وانشق القمر} في العيدين

ومن السنن النبوية الشريفة التي داوم عليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وهجرها كثير من الناس، قراءة سورتي { ق والقرآن المجيد} و{واقتربت الساعة وانشق القمر} في العيدين ، وفيما يلي بيان ما يدل على ذلك:
عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد [الحارث بن عوف] الليثي رضي الله عنه: ماكان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ قال :كان يقرأ فيهما ب{ق والقرآن المجيد} و{اقتربت الساعةوانشق القمر}.
[ رواه مسلم 891 وأبوداود 1254 والترمذي534 والنسائي 1568 وابن ماجه 1282]
ملحوظة: إن سنة قراءة سورتي {ق والقرآن المجيد} و{ اقتربت الساعةوانشق القمر} في الجمعة والعيدين ، أكثر السنن النبوية الشريفة هجرا في العالم. والله أعلم.
هذا وقد وردت نصوص الكتاب والسنة في الترغيب في اتباع السنن، والتحذير من البدع، كماجاءت آثار كثيرة عن سلف هذه الأمة، المتبعين للكتاب والسنة، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، فيها الحث الشديد على اتباع السنة ، والتحذير من البدع وبيان خطرها ، وإليكم بعضها:
1- قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا ولاتبتدعوا ، فقد كفيتم [ رواه الدارمي 211]
2- قال عثمان بن حاضر : دخلت على ابن عباس، فقلت: أوصني ،فقال :نعم، عليك بتقوى الله والاستقامة، اتبع ولاتبتدع [رواه الدارمي141]
3- قال أبوعثمان النيسابوري : من أمر (من الإمرار) السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة ، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة [حلية الأولياء244/10]
أسأل الله المولى القدير أن يحيي سنة نبينا في قلوبنا ،لننال بها من الفضائل والمنح والقرب من الله تعالى، ما استودعه في سنة نبينا.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : قال ابن عطاء : من ألزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة ، ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه [ مدارج السالكين 644/2 ]
وقال أيضا : ترى صاحب اتباع الأمر والسنة قد كسي من الروح (بفتح الراء) والنور ومايتبعهما من الحلاوة ، والمهابة ، والجلالة، والقبول ماقد حرمه غيره ، كما قال الحسن : إن المؤمن من رزق حلاوة ومهابة .[اجتماع الجيوش الإسلامية 8/1]

حرره العبدالفقير إلى عفو ربه القدير: عبدالحليم محمد بلال أبومصعب